تلعب مجالس الإدارة دورًا محوريًا في نجاح واستمرارية الشركات، فهي الجهة الأعلى رقابيًا واستراتيجيًا، وتشكّل العمود الفقري للحوكمة المؤسسية.
لكن وسط كل هذه التحديات والضغوط المتزايدة، يظهر سؤال جوهري:
ما الدور الحقيقي لعضو مجلس الإدارة في عملية صنع القرار؟ وهل يمارس أعضاء المجالس دورًا فاعلًا؟ أم يتحول بعضهم إلى مجرد “موقع توقيع” أو “حضور شكلي”؟
هذا المقال يناقش – بشكل موسّع – الوظيفة الجوهرية لعضو المجلس في اتخاذ القرار، ويستعرض المعايير، التحديات، والممارسات المثلى، ثم يُسلّط الضوء على كيف يمكن للتقنية أن تعزّز هذا الدور الحيوي.
أولًا: ما هو دور عضو مجلس الإدارة فعلًا؟
عضو مجلس الإدارة ليس موظفًا تنفيذيًا ولا جهة تنفيذ، بل هو مسؤول رقابي واستراتيجي، وشريك في صنع القرار طويل المدى.
وتتمثل مسؤولياته في:
-
تقييم الخطط الاستراتيجية والموافقة عليها
-
مراجعة الأداء المالي والتشغيلي
-
المشاركة في اتخاذ القرارات الجوهرية (كالاستثمارات، التوسعات، التعيينات القيادية)
-
التحقق من سلامة الضوابط الداخلية والامتثال التنظيمي
-
المساءلة للمديرين التنفيذيين عند التقصير أو الانحراف
🧾 حسب تعريف منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD):
“يُتوقع من أعضاء المجلس ممارسة أحكامهم المستقلة واتخاذ قرارات تصب في مصلحة الشركة طويلة المدى، وليس لمصالح شخصية أو خارجية.”
صنع القرار داخل المجلس: دورة معقّدة
اتخاذ القرار داخل مجلس الإدارة لا يتم لحظيًا، بل يمر بمراحل:
-
تحليل المعلومات المقدمة من الإدارة التنفيذية
-
المناقشة الجماعية بين الأعضاء
-
التقييم الفردي للأثر المالي والتنظيمي
-
التصويت أو التوافق الجماعي
-
تسجيل القرار ومحضر الاجتماع رسميًا
في هذه الدورة، كل عضو يتحمّل مسؤولية قراره الشخصي وليس فقط “قرار الأغلبية”.
ما الذي يعيق الأعضاء عن ممارسة هذا الدور بشكل فاعل؟
رغم أهمية الدور، تشير الدراسات إلى فجوة كبيرة بين المطلوب والمُمارَس:
-
🔻 وفق دراسة من PwC’s Annual Corporate Directors Survey 2023:
46% من أعضاء المجالس اعترفوا بأن بعض زملائهم لا يساهمون بفعالية في عملية اتخاذ القرار.
-
🔻 1 من كل 4 أعضاء في المجالس لا يقرأون التقارير كاملة قبل الاجتماعات (Harvard Business Review, 2022).
-
🔻 وفي السياق العربي، تشير تقارير “حوكمة الشركات في الخليج” إلى أن غياب الأدوات الرقمية وتأخر وصول المعلومات يقلل من جودة القرار ويبطئه.
كيف يمكن للعضو أن يكون “شريك قرار” فعلي؟
لتحقيق الفعالية، يجب على عضو مجلس الإدارة أن:
-
يقرأ الملفات قبل الاجتماعات ويُحضّر ملاحظاته مسبقًا
-
يسأل الأسئلة الجوهرية دون مجاملة
-
يقيّم الأثر طويل المدى للقرارات لا فقط النتائج قصيرة الأجل
-
يعترض عند الضرورة ويُسجل اعتراضه رسميًا
-
يتابع تنفيذ التوصيات بعد الاجتماع
التقنية ودورها في تمكين أعضاء المجالس
في ظل تسارع وتيرة العمل، يصبح من الصعب على الأعضاء متابعة كل شيء ورقيًا أو عبر البريد العشوائي.
هنا تظهر أهمية التحول الرقمي في إدارة المجالس.
تطبيق “المجلس”: أداة ذكية لعضو فاعل
يقدّم تطبيق المجلس حلًا متكاملًا لتمكين عضو مجلس الإدارة من أداء دوره بثقة وسلاسة:
🔹 لوحة تحكم شخصية تتيح الوصول لجميع الاجتماعات، الملفات، القرارات
🔹 إشعارات ذكية عند رفع محاضر أو بدء تصويت أو صدور قرار
🔹 التوقيع الرقمي للقرارات الرسمية والمستندات الحساسة
🔹 التصويت الإلكتروني من أي مكان
🔹 أرشفة منظمة للمحاضر والتوصيات حسب الدورة واللجنة
🔹 إدارة الملفات والتوصيات بطريقة آمنة وسرية
🔹 صلاحيات واضحة (رئيس – عضو – سكرتير – تقني) لتجنّب التضارب والفوضى
خلاصة
عضو مجلس الإدارة ليس مجرد اسم في المحضر، بل هو مسؤول مباشر عن توجيه مستقبل الشركة.
ولكي يمارس هذا الدور باحترافية، يحتاج إلى بيئة تنظيمية مرنة، معلومات دقيقة، وأدوات ذكية.
تطبيق “المجلس” هو الحل العملي لتحقيق هذه المعادلة:
حوكمة فاعلة + قرار مدروس + مسؤولية واضحة = مجلس فعّال
المصادر:
-
OECD Corporate Governance Principles – 2023
-
PwC’s Annual Corporate Directors Survey – 2023
-
Harvard Business Review – Board Effectiveness Report 2022
-
دليل هيئة السوق المالية – قواعد الحوكمة
-
تقارير الحوكمة في الخليج العربي – IFC 2022